ما حدث كالتالي

البرد نار يشتعل تحت الأغطية والصوف، وقتها رن جوالي وحكينا. مش قادر أحرك أي طرف من أطرافي عشان كل إشي حواليا بارد إلا المكان اللي تحت جسمي، بقدرة قادر صحيت بقفزة سريرية وفجأة لقيت حالي تحت الدوش البارد، اللي أول لسعه فيه بالضهر بتجيبك الأرض، كانت إمي عاملالي فنجان هالقهوة، يا عيني، اتصلوا العمال، وصلت الشخص اللي بينسخ المفاتيح عشان أنسخ مفتاح الموقع، لقيت الكهربا قاطعة وفش نسخ مفاتيح، كملت مشواري للشغل وصلت لقيت الكهربا قاطعة والمفروض إنه نبلش بلحام الحديد، قلنا معلش بندبر ماتور كهربا، ولما لقينا ماتور كهربا ملقيناش جرة غاز تشغله، الموقع ريحته نار ورمل ومطر وعفن وحديد، شردت ع القهوة اللي في المنطقة لقيت الشباب وشربت معاهم شاي ولعبنا كوتشينه ودخلنا في حوار عن عالم الفضاء والكواكب وعلاقته بالأديان وبإقتصاد الدول، بعدين تحركت تاني للشغل ومع العمال حملنا مقاطع الحديد على التكتك بعد تأخير لإنه كان عند السمكري، ونقلوه ع الورشة ع أساس في أي وقت بتيجي الكهربا يشتغلوا القص واللحام حتى لو في نص الليل، وبكرة الجمعة مش مشكلة بيركبوه في الموقع، وبنكون مضيعناش يوم بسبب أزمة الكهربا، عادي بننزل يوم الجمعة فش مشكلة، الحلول جاهزة، المهم والله ما أكون خياب في هذه اللحظة السانحة، طلعت على واحد من التجار واشتريت بطريقة معينة كمية اسمنت بسعر مضاعف خمس مرات عن سعره قبل شهر، السوق المر، نقلنا البضاعة ع الموقع وبعدين يا روح قلبي نزلت على ورشة الدهان في العمارة الكئيبة، وصلت ماخد دوش من الشارع وهناك لقيت شوية مشاكل في الشغل واتفقنا على حلولها ورح نبلشها يوم السبت، الحلول موجودة، اجتني فكرة انه أدبر نسخة للمفتاح، نزلت ع السوق القديم، لفيت ساعة ونص تحت المطر بين المحلات، حدا بينسخ ومعندوش كهربا، وحدا معندوش حديد مفاتيح، وحدا بينسخش أصلاً، وحيداً بين المقابر في هذه المدينة التي قلبها التجاري محاط بالمقابر من كل جانب، بعد عشر محلات تقريباً أصابني الإحباط العميق، ركبت السيارة وقلت أرجع وفي نص الطريق وإذ بي راجع إلا أنا لمحت يافطة مكتوب عليها أبصر مين لطباعة المفاتيح، رحت تأكدت من إنارة المحل انه عنده كهربا، نزلت فوراً من السيارة وطبعت المفتاح وانتهت الأزمة، الحلول موجودة، رجعت لشغل الشقة وفي الطريق كلمتك وشفت العمال واتفقت معاهم على التفاهمات الأخيرة في موضوع الورشة التي ستبدأ صباح السبت حتى لو مكانش في كهربا بندبرها بماتور وبنعمل حسابنا انه ننزل من بدري ندوّر ع جرة غاز لإنه الماتور اللي بده يشغل المنشار والمقدح والقرطاس والقلم لازم يكون خمسة او سبعة كيلو واط والماتور اللي لقيناه بهاي القدرة بيشتغل ع الغاز، الحلول موجودة وهالقصة مش مهمة كتير، وقتها كلمتك وحكيتلك رح أطلع مشوار صغير وبعدين في اجتماع صغير وبرجع، خلص الرصيد في جوالي وقفلنا وأنا بجري تحت عمارة عشان المطر كان مغسلني، روحت شفت الشباب، كانت سهرة لطيفة، وروحت البيت، الطريق كان مطر شديد ومعتم ومفش حدا فيه، نزلت من التاكسي على عتبة البيت ودخلت مفتاحي بين قدميّ الباب، دخلت لقيت الكهربا قاطعة لكن في لابتوبي شوية شحن والجوال مطفي، ومش رح ينفع نحكي قلت بكتبلك هيك كانوا يعملوا العشاق.

أضف تعليق